ما هي الفيدا؟
الفيدا هي المعرفة التي تشرح عن عملية تعـبـُّر الخليقة من المستوى غير الظاهر إلى المستوى المادي. الفيدا تشرح عن تفاعل الوعي في داخل ذاته، في تفاعله يتفتح الوعي من كونه وعياً مجرداً غير نابض وغير فاعل إلى وعي متكاثف بمادة حية. الوعي المجرد هو شمولية ساكنة غير متفاعلة، (ريك سامهيتا) وفي عملية التحوّل عندما يبدأ الوعي بالحركة يأخذ بنية ثلاثية تعرف بـ "ريشي وديفاتا وتشاندس" أي العارف ووسيلة التعرّف والمعروف، وبتفاعل الريشي والديفاتا والتشاندس مع السامهيتا يأخذ الوعي عدة صفات مختلفة، في كل تفاعل تظهر ستة صفات رئيسية، وتتكرّر العملية في خمسة تفاعلات، في التفاعل الأول تظهر عناصر الفيدا الرئيسية، وفي التفاعل الثاني تظهر الفيدانغ أي أعضاء الفيدا، وفي التفاعـل الثالث تظهـر الأوبانغ أي الأعضاء التابعة، وفي التفاعـل الرابع تظهـر الأوبافيدا أي توابع الفيدا، وفي التفاعل الخامس تظهر البرهمانا أي تعبير الفيدا، وبذلك يكتمل الوعي ويأخذ صفة براتيشاكياس الكلي الوجود. كل ذلك يتم في 27 مرحلة رئيسية تتضمنها عدة مراحل جزئية، وهذه المراحل هي أقسام الفيدا والأدب الفيدي. هكذا يكون الوعي قد تحوّل من أحدية مجردة (ريك سامهيتا) إلى أحدية متنوعة (براتيشاكياس) وهذه المراحل موجودة في كافة مستويات الخليقة، وهذا ما تمّ اكتشافه في الجسم البشري، الأمر الذي يبرهن أن الفيدا هي معرفة الوجود.
يكشف هذا الاكتشاف أسرار العمل المنتظم لكافة أعضاء الجسم وكيفية جعل هذا الانتظام يعمل بدقة فائقة ويظهر كنظام مطلق في التعددية غير المحدودة للكون، هذا ما يفتح المجال للوجود البشري إلى أن يرتقي إلى هذا النظام المطلق المسيّر للكون ويعطي اختبار الشمولية لكل فرد. هذا الاختبار سيجعلنا نعيش حياة خالية من المعاناة والمرض والمشاكل، سيجعلنا نعيش الجنة على الأرض.
هذا ما تساهم به علوم وتكنولوجيا مهاريشي الفيدية في مجال التطوّر العلمي، إن كشف قوانين الطبيعة وتطبيقها في حياتنا اليومية هو ما سيؤدي إلى حياة بشرية راقية لا تقل عن الجنة على الأرض. إن من لا يتحالف مع القانون الطبيعي هو مثل الذي يسير في الظلمة، يتدحرج ويقع ويعاني ويشقى. أما في النور فالطريق واضح وفسيح وممتع. إن كل ذلك، كل هذه الاكتشافات والمعادلات والنظريات نابعة من الوعي البشري، إنها نابعة من داخلنا، وكل المعرفة مبنية في وعينا، ليس علينا سوى أن نرفع الغطاء الذي يحجب نور فيض المعرفة فينا وهذا يتم بواسطة هذه التكنولوجيا السهلة والبسيطة والطبيعية التي نمارسها مرتين ألا وهي تقنية التأمل التجاوزي التي هي إحدى الفروع الرئيسية لعلوم وتكنولوجيا مهاريشي الفيدية.